الخميس، 19 ديسمبر 2013

جدتــــى



جدتـــى تلك التى تجاوزت الثمانين من عمرها

لا اخفى ذكرا انها تتمتع بذكـــاء حاد وقــدرة غير طبيعية على كشف ما وراء الكلام
اشتــــاقها فى كثيــرا من الاحيان 
اشتاق لصوت اصابه العجز يدعوا قبيل الفجـــر لاولادها ولاحفادها
وتنهال دعااءا على من اراد سوءا بالاسلام ومن اطاح  بالبلاد والعباد
ولحفيدها الازهرى الذى اصابته القنابل فتورمت قدماه
تؤمن تلك العجوز بان دعوتها لاترد تؤمن جداااا بأنها ما غضبت على احدا
 الا وابتلاه الله
اشتاق لحديثها مع نفسها ورواياتها المتكررة التى تظن انى اسمعها وانا فقط ابتسم ولكنى فى عالـــــم اخر
اتخذت جدتــى من منزل عمى سكنا لها منذ امد وتاتينا زيارات متقطعة لاايام
تزداد من حين لاخر
شديدة الذكاء حد مداعبتى لوالدى ان اولادها لم يرثوا منها الا ارضها فياليتهم ورثوا ذكائها 
منذ ان اتيت الى الدنيا ويحكى لى ابى وامى عن جدى لابـــى وكيف كان حنيـــا عطوفـــا
ولجدى الذى لم اره قط ولم يرانى مخزون من القصص والحكايات لايسعها من الاوراق الفا
من شدة حب والدتــــى له روت لى عنه ما لم تروى عن والدها
وكيف لا وقد كان دائم الوقوف لجانبها على جدتـــى 
اخبرنــــى والدى ان جدى توفى فى بداية الخمسينات من عمره وكيف ان جدى اتخذ دور الاب والام
رغم وجود الام  كان يسهر بجوار المريض والممتحن علم نفسه بنفسه
ليكن عونا لاولاده عند الحاجة حتى صار شاعرا وخطاطا ومفكرا
 وعالم رياضيات نعم انه جـــــــــــدى 
حقـــــــا اورثنى والدى حب جدى حتى انى ارسل له الاف الرسائل فى صدقتى اخبره فيها كم انى احبه
جـــــدى كان ملائكى الطبع وجدتى كعالها او كعادة النســــاء عموما شديدة حادة بعض الشئ
تمرض تلك العجوز فيصيبنى احساسا بالندم والخوف من تضجرى ف كثيرااا من الاحيان ع افعالها
جدتــى تلك العجوز التى اتت من جيـــل يختلف تمام الاختلاف عن جيلى
هى لاتسستطيع ان تدرك ان من ف سنى مثقل كل هذا الحد ولا طاقة له على سماع احاديثها
 اللى لا تنقطع طوال الليل واطراف النهار
فكما ان البشر يؤمنون بان الطعام والشراب اساس الحياة تؤمن جدتــى بأن الكلام يطيل العمر
وحديثهــــا صدقــا لاينتهى ليس لان الكلام لا ينتهى ولكن لانها ايضا تؤمن بأن فى الاعادة افادة
كثيــــــــــرا جداااااااا ما يضيق صدرى ولا ينطق لسانى بحديثها ذاك الذى تنقل فيه اخبار العالميــــــــن
وكيف ان فلانا فعل وهذا سوى وكيف كانت رده فعل الوالدين وكيف ان هذا صرخ فى وجه هذه فتدخل ذاك
عله يصلح من الامر شيئا فأذ بالاول يطيح بما فى يده فى وجه الاخيــــر
فحينها ادرك تماما ان كل فعله افعلها محسوبة علي لانها ستنقل الى جميـــــع بيوت اعمامى  اثناء دورتها تلك
مرهق جدااااا على فتاة مثلى تتقن فن الكتمـــــان ولا يعلم احدااا ايا كان ما بداخلها
 ان تنقل عنى حركاتى وسكناتى فالبيوت اسرار
ورغــــم ذلك فلها من العذر الفاااااا فلربما لا تستطيع ان تضبط احاديثها لكبر سنها
ولكنـــــى اخــــــاف من يوم ات بلا محالة على كل مرئ أن تفارق فيه تلك العجوز الديار فاجلس بحسرتى
وتخاطبنى نفسى اللوامه عن لحظــــات تضجرت لايــ سبب
اخـــــــاف ان تدب الوحشــــة قلبى وابحث عنها فلا اجدها 
فاشهــــــــد ياللـــــــه انى جداااا احبهــــــا 
فيالله يالله لاتحملنى ما لا طاقة لى به
واللهــــم اطل ف عمرها اكثر واكثر فانها اخر ما تبقى من عبـــــق الماضى