جدتـــى تلك التى تجاوزت الثمانين من عمرها
لا اخفى ذكرا انها تتمتع بذكـــاء حاد وقــدرة غير طبيعية على كشف ما وراء الكلام
اشتــــاقها فى كثيــرا من الاحيان
اشتاق لصوت اصابه العجز يدعوا قبيل الفجـــر لاولادها ولاحفادها
وتنهال دعااءا على من اراد سوءا بالاسلام ومن اطاح بالبلاد والعباد
ولحفيدها الازهرى الذى اصابته القنابل فتورمت قدماه
تؤمن تلك العجوز بان دعوتها لاترد تؤمن جداااا بأنها ما غضبت على احدا
الا وابتلاه الله
اشتاق لحديثها مع نفسها ورواياتها المتكررة التى تظن انى اسمعها وانا فقط ابتسم ولكنى فى عالـــــم اخر
اتخذت جدتــى من منزل عمى سكنا لها منذ امد وتاتينا زيارات متقطعة لاايام
تزداد من حين لاخر
شديدة الذكاء حد مداعبتى لوالدى ان اولادها لم يرثوا منها الا ارضها فياليتهم ورثوا ذكائها
منذ ان اتيت الى الدنيا ويحكى لى ابى وامى عن جدى لابـــى وكيف كان حنيـــا عطوفـــا
ولجدى الذى لم اره قط ولم يرانى مخزون من القصص والحكايات لايسعها من الاوراق الفا
من شدة حب والدتــــى له روت لى عنه ما لم تروى عن والدها
وكيف لا وقد كان دائم الوقوف لجانبها على جدتـــى
اخبرنــــى والدى ان جدى توفى فى بداية الخمسينات من عمره وكيف ان جدى اتخذ دور الاب والام
رغم وجود الام كان يسهر بجوار المريض والممتحن علم نفسه بنفسه
ليكن عونا لاولاده عند الحاجة حتى صار شاعرا وخطاطا ومفكرا
وعالم رياضيات نعم انه جـــــــــــدى
حقـــــــا اورثنى والدى حب جدى حتى انى ارسل له الاف الرسائل فى صدقتى اخبره فيها كم انى احبه
جـــــدى كان ملائكى الطبع وجدتى كعالها او كعادة النســــاء عموما شديدة حادة بعض الشئ
تمرض تلك العجوز فيصيبنى احساسا بالندم والخوف من تضجرى ف كثيرااا من الاحيان ع افعالها
جدتــى تلك العجوز التى اتت من جيـــل يختلف تمام الاختلاف عن جيلى
هى لاتسستطيع ان تدرك ان من ف سنى مثقل كل هذا الحد ولا طاقة له على سماع احاديثها
اللى لا تنقطع طوال الليل واطراف النهار
فكما ان البشر يؤمنون بان الطعام والشراب اساس الحياة تؤمن جدتــى بأن الكلام يطيل العمر
وحديثهــــا صدقــا لاينتهى ليس لان الكلام لا ينتهى ولكن لانها ايضا تؤمن بأن فى الاعادة افادة
كثيــــــــــرا جداااااااا ما يضيق صدرى ولا ينطق لسانى بحديثها ذاك الذى تنقل فيه اخبار العالميــــــــن
وكيف ان فلانا فعل وهذا سوى وكيف كانت رده فعل الوالدين وكيف ان هذا صرخ فى وجه هذه فتدخل ذاك
عله يصلح من الامر شيئا فأذ بالاول يطيح بما فى يده فى وجه الاخيــــر
فحينها ادرك تماما ان كل فعله افعلها محسوبة علي لانها ستنقل الى جميـــــع بيوت اعمامى اثناء دورتها تلك
مرهق جدااااا على فتاة مثلى تتقن فن الكتمـــــان ولا يعلم احدااا ايا كان ما بداخلها
ان تنقل عنى حركاتى وسكناتى فالبيوت اسرار
ورغــــم ذلك فلها من العذر الفاااااا فلربما لا تستطيع ان تضبط احاديثها لكبر سنها
ولكنـــــى اخــــــاف من يوم ات بلا محالة على كل مرئ أن تفارق فيه تلك العجوز الديار فاجلس بحسرتى
وتخاطبنى نفسى اللوامه عن لحظــــات تضجرت لايــ سبب
اخـــــــاف ان تدب الوحشــــة قلبى وابحث عنها فلا اجدها
فاشهــــــــد ياللـــــــه انى جداااا احبهــــــا
فيالله يالله لاتحملنى ما لا طاقة لى به
واللهــــم اطل ف عمرها اكثر واكثر فانها اخر ما تبقى من عبـــــق الماضى